فتحت عينيها على الدنيا فوجدت ابيها منغمس بالملذات . يلهو و يخرج و يحتسى الخمر مع اصحابه و مع هذا لا يبخل عليها ابدآ بشىء هى او امها . و لكن بشرط لا ترتدى الحجاب . و كان دائمآ يسخر من الفتاة التى ترتدى الحجاب فيصرّ ان تلبس ابنته كل ما تجود به الموضة سواء كانت تتناسب مع شرقيتها ام لا . و اعطاها الحرية الكاملة و كان يعتبر الصداقة بين الشاب و الفتاة تحضّر . و للأسف كانت والدتها ترى كل هذا و لا تستطيع ان تمانع مع انها ساخطة على هذا الوضع و لكن سلبية . و بحكم ان والدها كان دائم السفر مع اصدقائه لأهوائه الخاصة فقد سافر .. و لكن طالت مدة غيابه هذه المرّة الى اكثر من شهر .
و بعد هذه المدّة اتصل صديقه من البلد التى سافروا أليها ليخبرهم ان الوالد سوف يصل غدآ الى البلاد و لكن ....ميت !!!
و بعد سماع الخبر انهارتا هى و امها من الصدمة و غير مصدقين . كيف حدث هذا و هو بكامل صحته و لم يشتكى من شىء يومآ ؟؟ فبكيتا و خاصة الابنة لأنها المدللة التى لا يرفض لها طلب . و ما ان وصل جثمان الوالد حتى انكبتا عليه و بكيا بحرقة . و مرّت ايام العزاء فاتصلت الابنة بصديق والدها الحميم الذى سافر معه ..و عند اتصالها قالوا لها بأنه فى المسجد و انه لا يفارقه . فتعجبت من هذا التصرف المفاجىء الذى طرأ عليه فجأة و بعد ألحاح عليه منها بالقدوم الى المنزل اتى و كان وجهه شاحب اللون .
فقالت له : يا عمّى اريد ان تخبرنى كيف مات ابى ؟
فأجهش فى البكاء .
فحلفت له و قالت : انا لا اصدق بأنه حادث سيارة .
و بعد ألحاح سمعت ردّه . فكانت الفاجعة !!..
قال : لقد كنا سهرانين و نشرب الخمر و معنا البنات .
فقال والدك : انا البنت التى معى اجمل من البنت التى سوف تأتى و تجلس معك .
فقلت : انت لم تراها بعد و سوف تدخل الآن .
فلما دخلت و كانت بكامل زينتها و جمالها و بهائها . وقف ابيك ثم سجد اكرامآ لجمالها و بينما هو ساجد و انا انادى عليه فلم يرد . ناديته كثيرآ فلم يرد فحرّكته فسقط فأذا هو ميت . لقد مات و هو ساجد لها .
و بعد سماع الابنة لهذه النهاية و سوء الخاتمة بكيت ثم توضأت و صلّت و استغفرت ربها و دعت لأبيها بالرحمة و المغفرة . و ارتديت الحجاب و دعت ربها ان يختم اعمالها بحسن الخاتمة .